menu Home

البشت والكشري والقفطان على قائمة التراث العالمي: هوية عربية تتألق في سماء اليونسكو

في خطوة لافتة تعكس عمق وغنى الثقافة العربية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إدراج عدد من الرموز الثقافية العربية ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، في اعتراف دولي طال انتظاره بهوية شعوبٍ حافظت على إرثها عبر الأجيال.

رموز تتحدث بلغة التاريخ

من الخليج إلى المحيط، امتدت يد اليونسكو لتلتقط من كل بلد عربي جوهرةً ثقافيةً تروي حكاية شعبه. في مقدمة القائمة، جاء “البشت” العربي، الرداء التقليدي الذي لطالما ارتبط بالهيبة والمكانة الاجتماعية، ليُسجَّل رسميًا كعنصر تراثي عالمي. إلى جانبه، تألق “القفطان المغربي” بتطريزاته الفاخرة وتاريخه العريق الممتد لقرون، كرمزٍ للأناقة والهوية المغربية الأصيلة.

أما المطبخ العربي، فكان له نصيبٌ وافر من هذا التكريم، حيث أُدرج “الكشري” المصري، الطبق الشعبي الذي يتوسط موائد المصريين يوميًا، كأحد عناصر التراث الثقافي غير المادي. لم يكن مجرد طعام، بل ممارسة اجتماعية وثقافية متجذرة في الحياة اليومية.

تنوع ثقافي يروي حكايات الشعوب

شملت القائمة أيضًا فن “الدان الحضرمي” من اليمن، الذي يجمع بين الشعر والغناء والرقص في جلسات مجتمعية نابضة بالحياة، و”الديوانية” الكويتية التي تمثل فضاءً للحوار وتبادل الآراء، وشجرة “المهراس” الأردنية، رمز الاستدامة والارتباط بالأرض.

كما أُدرجت لعبة “المحيبس” الرمضانية العراقية، وزفة الزواج التقليدية في عدد من الدول العربية، إلى جانب رموز جمالية مثل “الكحل” و”نسيج السدو” البدوي، في تأكيد على أن التراث لا يقتصر على الماديات، بل يشمل العادات والتقاليد والممارسات اليومية.

تفاعل شعبي واعتزاز بالهوية

لاقى هذا الإعلان تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المغردون عن فخرهم واعتزازهم بهذا الاعتراف العالمي. كتبت ميرفت: “إدراج الكشري المصري هو اعتراف دولي جديد بعمق الهوية المصرية وغنى ثقافتها الشعبية”، فيما وصف مهدي القفطان المغربي بأنه “لباس كل الطبقات الاجتماعية، من الأمراء إلى الفقراء”.

أما حميدة، فذهبت أبعد من ذلك، معتبرة القفطان “رمزًا حيًا للهوية المغربية، يُورَّث من جيل إلى جيل”، بينما دعت أسماء إلى توسيع القائمة لتشمل رموزًا أخرى مثل “السيف الدمشقي، البروكار، الحكواتي، والدبكة”.

أكثر من مجرد إدراج

لا يقتصر إدراج هذه العناصر في قائمة اليونسكو على التقدير الرمزي، بل يحمل في طياته نتائج ملموسة، منها تعزيز جهود الحماية والتوثيق، وتوفير فرص تمويل للمبادرات الثقافية، فضلًا عن تنشيط السياحة الثقافية وزيادة الوعي العالمي بالهوية العربية.

في زمن العولمة والتغيرات المتسارعة، يأتي هذا الاعتراف ليؤكد أن الثقافة العربية، بتنوعها وثرائها، ليست فقط حاضرة في الذاكرة، بل قادرة على أن تكون جزءًا من المستقبل العالمي، بكل فخر واعتزاز.

عدد الزوار 2
ديسمبر 13, 2025
  • cover play_circle_filled

    01. المعلق الصوتي وائل حبال

    file_download
  • cover play_circle_filled

    02. المعلق الصوتي وائل حبال

    file_download
  • cover play_circle_filled

    01. التعصب الرياضي

    file_download
play_arrow skip_previous skip_next volume_down
playlist_play
//