menu Home

انطلاق القمة الأكاديمية السورية للابتكار والتعليم والبحث “سفير 2025” بجامعة دمشق

انطلقت اليوم على مدرج جامعة دمشق أعمال القمة الأكاديمية السورية للابتكار والتعليم والبحث والإصلاح (سفير 2025)، بمشاركة أكثر من 300 شخصية من الأكاديميين والطلاب وصنّاع القرار والباحثين من داخل سوريا وخارجها، في حدث يعد الأول من نوعه بعد التحرير.
تهدف القمة التي تستمر أربعة أيام إلى صياغة خارطة طريق وطنية لإصلاح التعليم العالي في سوريا، وربطه بجهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة وتشمل محاورها: حوكمة التعليم العالي والبنية التحتية، الدور الاجتماعي والاقتصادي للتعليم، المقاربات التعليمية التحويلية، تمكين أعضاء الهيئة التدريسية، البحث العلمي والابتكار، العولمة والتعاون الأكاديمي والدولي، وصولاً إلى توصيات ترفع مباشرة إلى وزارة التعليم العالي كما تسعى القمة إلى إعداد تقرير سياساتي مفصل ونشر وقائعها في إصدارات علمية محكمة لتكون مرجعاً للإصلاح المستقبلي.
وزير التعليم العالي: نؤسس لرُؤية إصلاحية جريئة
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي في كلمة له خلال الافتتاح: “نعلن من دمشق عاصمة الحضارة والعلم، انطلاق القمة الأكاديمية السوريّة التي نضع بها لبنَة جديدة فِي مسار بناء الجامعات وتجديد البحث”، وأضاف: “نعلن أيضاً عن حدث علميّ تاريخيّ وهو إطلاق “موسوعة التعليم العالي العالمية” بما تمثله من جسر معرفيّ يصل ماضي الأمم بحاضرها ويمدّ يد العلم إلى المستقبل”.
وأشار الوزير الحلبي إلى أن المنظومة التعليمية في سوريا ‏عانت طويلاً من التحديات والحروب والعُزلة، غير أنها لم تفقد يوماً إيمانها بأنّ العلم هو سلاح البناء بعدَ الدّمار، مبينا أن الوزارة تؤسس اليوم لرُؤية إصلاحية جريئة، تعيد للتعليم العالي استقلاليته، وللبحث العلمي نزاهته، وللمؤسسات الأكاديميّة حرّيّتها، تحت مظلة قانون عادل، وحوكمة راشدة، ورقمنة ‏شاملة.
واعتبر الوزير الحلبي أن إصلاح منظومة التعليم العالي في سوريا ليس ترفاً ولا خياراً، بل هو شرط البقاء في عصر تتسارع فيهِ المعارف والتقنيات والإصلاح الذي نريده إصلاحاً مُتدرّجاً متكاملاً يبدأ من تحديث المناهج وأساليب التدريس، ويمتد إلى ربط الجامعات باحتياجات الاقتصاد الوطني، ويتوج بإنشاء مراكز تميز بحثي تسهم في صناعة العلم العالمي.
وأوضح الحلبي أن ‏إطلاق موسوعة التعليم العالي العالمية من دمشق له دَلالات عميقة، فهو يُجسد إرادتنا في أن نكون شركاء حقيقيين في إنتاج المعرفة الإنسانيّة، وأن نسهم بخبراتنا وتجاربنا في نسج شبكات التعليم والربط الأكاديمي على المستوى الدولي، مؤكداً أن “‏هذه القمة ليست مراجعة للماضي فحسب، بل هي إعلان بدء رحلة جديدة نحو إصلاح عميق وشامل تجتمع فيه إرادة الدولة، وعزيمة الأكاديميين، ودعم المجتمع، في مسار واحدٍ يُعيد للتعليم العالي السوري مكانته الإقليمية والعالمية”.
وتحدث الوزير الحلبي في محاضرته الافتتاحية حول إعادة بناء منظومة التعليم العالي في سوريا بعد التحرير وتعزيز الحوكمة والبنى التحتية والنزاهة، مشيراً إلى توجه الوزارة نحو منظومة تعليم عالٍ خالية من الفساد قائمة على الاستقلالية والنزاهة والتحديث البنيوي.
رئيس جامعة دمشق مصطفى صائم الدهر لفت في كلمة له إلى أهمية وضع رؤية جديدة وطموحة وأفكار خلّاقة لإعادة ألق قطاع التعليم العالي الحيوي الذي عانى من الإهمال والتهميش طوال عقود مضت، وأن الجامعة بصفتها مؤسسة رائدة في تأهيل الكفاءات تضع نصب أعينها الاستثمار في العنصر البشري باعتباره رأس المال الحقيقي، مؤكداً أن هذا الجيل سيعمل من أجل بناء سوريا جديدة قائمة على أسس العدالة، الكفاءة، والاستدامة، والتزام الجامعة بلعب دور محوري في بناء سوريا الجديدة.
رئيس قمة “سفير” والأستاذ في جامعة دريسدن التقنية الألمانية هاني حرب اعتبر أن قمة سفير فصل جديد من فصول إعادة بناء سوريا عبر المعرفة والبحث والإباء، مشيراً إلى أن منظومة التعليم العالي في سوريا مرت خلال العقود الماضية بمراحل من الانهيار والتهميش والتسييس وانفصال الجامعات عن سوق العمل، لافتاً إلى أنه ورغم التحديات من حرب ونزوح وتدمير وعزلة دولية فإن الجامعة السورية يمكن أن تكون حجر الأساس في بناء سوريا الجديدة.
موسوعة التعليم العالي العالمية
رئيس جامعة المعارف للعلوم التطبيقية شمال إدلب المنفذة لموسوعة التعليم العالي مهدي الكُل بيّن أن الموسوعة تمّثل خطوة نوعية تهدف إلى توثيق مسيرة التعليم العالي وتعزيزه وتطويره، وهي الموسوعة الأولى عربياً والرابعة عالمياً، وتشكل مشروعاً وطنياً وإستراتيجياً يسهم في تعزيز الشفافية واتخاذ القرارات القائمة على البيانات ورفع كفاءة النظام التعليمي ودعم التخطيط الإستراتيجي، كما تشكل قاعدة بيانات وأداة حيوية لصنع القرار ومواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات التنمية الوطنية وسوق العمل.

الدكتور مصطفى كيالي المحرر العام للموسوعة أوضح أن الموسوعة مرجع أكاديمي محكّم ومستقل تضم 13 مجلداً، وأكاديميين يمثلون 80 دولة، وكل مجلد يتضمن إحدى قضايا التعليم العالي بدءاً من تطور التعليم العالي، التصنيفات الجامعية، والجودة والاعتماد، وهي تغطي جميع جوانب التعليم العالي وتساعد في بناء نظم التعليم العالي وحوكمة التعليم العالي، وتطوير الجامعات وتطوير نماذج مستقلة تنبئية تساعد الجامعات في سوق العمل.
ومن الجهات المنظمة للقمة أشار الباحث سامر كرم إلى أنه أسس مع مجموعة من الأكاديميين المجلس العلمي السوري الذي يعد أحد المنظمات الخمس المنظِّمة لقمة “سفير” بمساهمة تنظيمية وأكاديمية حيث يضم المجلس أكثر من 300 عضو منهم أكثر من 160 عضواً يحملون شهادة الدكتوراه موزعين على مختلف دول العالم، ويوجد فريق تنظيمي كامل، وأكاديميون سيشاركون بعدة محاور منها تمكين الأساتذة والشراكات مع الجامعات الأجنبية والبحث العلمي وآليات حوكمة التعليم العالي في سوريا.
حضر افتتاح القمة وزراء الصحة، والزراعة، والسياحة، والأوقاف، والمالية، والاتصالات وتقانة المعلومات، ونقيب المحامين، ورؤساء جامعات وعمداء كليات وأساتذة وطلاب ومنظمات المجتمع المدني وباحثون سوريون وأكاديميون وصنّاع قرار وطلاب.

عدد الزوار 6
سبتمبر 15, 2025
  • cover play_circle_filled

    01. المعلق الصوتي وائل حبال

    file_download
  • cover play_circle_filled

    02. المعلق الصوتي وائل حبال

    file_download
  • cover play_circle_filled

    01. التعصب الرياضي

    file_download
play_arrow skip_previous skip_next volume_down
playlist_play
//