
تحديات اقتصادية وفرص للاستثمار… كيف سيصبح واقع الاقتصاد السوري؟!
14 عاماً كانت كفيلة بنقل سوريا من أرض غنية وخصبة تمتلك ثروات طبيعية وبشرية متنوعة إلى بلاد أنهكها الفقر والفشل، لتدخل في نفق مظلم، مسجلة انهيار كبير وسريع في اقتصادها، ويصبح مواطنيها يتجرعون المر للحصول على أبسط مقوماتهم في الحياة
حرب ضارمة خلفت انهيار وعجز كبير في قطاعات الدولة في كافة مجالات الطاقة والنفط والطيران انتقالاً إلى الخدمات الأساسية للمواطن السوري من ماء وغذاء وكهرباء الذي كانت تحكمه بطاقة ذكية تحدد له احتياجاته، بالإضافة إلى انهيار العملة السورية إلى مستويات قياسية
شهر واحد فقط؛ قلب الموازين، وأصبحت سوريا محط أنظار للعديد من الدول وفرصة مهمة لإقامة استثمارات كبيرة في البلاد وخير مثال على ذلك ما تسعى إليه دولة قطر من خلال الإشراف وإعادة لتأهيل مطار دمشق الدولي مع تزويده بمجموعة من التجهيزات التقنية والهندسية الحديثة المستخدمة في جميع مطارات دول العالم، حيث تعتبر دولة قطر من الدول المتقدمة في مجال الاستثمارات والطاقة والطيران والغاز وغيرها من المجالات.
فيما تسعى سوريا في الوقت الحالي إلى لملمة شتات اقتصادها وفتح باب الاستثمارات الخارجية للنهوض بالبلاد من جديد، لكن هذا الأمر لن يكون بسهولة، بسبب العقوبات المفروضة على سوريا، والتي ستحد من السرعة في إعادة بناء الاقتصاد السوري الهش، إذ سيبقى من المستحيل جذب الخبرات والكفاءات الأجنبية التي ستساعد في التنمية الاقتصادية وإعادة البناء، دون اتخاذ خطوة رفع العقوبات عن البلاد.
ثروات سوريا الضخمة
عرفت سوريا بغناها بالموارد الطبيعية من نفط وغاز وفوسفات، وما تملكه من مقومات زراعية وأراضي خصبة بالإضافة إلى مقومات سياحية وتراثية، وأيادي عاملة ماهرة
- تقدر قيمة احتياطي سوريا من النفط والبالغ 2.5 مليار برميل حوالي 203 مليار دولار، وفي تقرير تم نشره تبين أن إنتاج سوريا من النفط في عام 2023، تراجع إلى 15 ألف برميل، بعد أن كان في 2008 قرابة 406 آلاف برميل.
- وصل احتياطيات الغاز الطبيعي إلى نحو 8.5 تريليون قدم مكعبة بحسب إحصائيات صادرة نهاية عام 2010، وهي تمثل 0.1% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، وقد تراجع الإنتاج في 2023 إلى 10 ملايين متر مكعب يومياً
- لدى سوريا خامس أكبر احتياطي فوسفات في العالم ويقدر بنحو 1.7 مليار طن، وكانت قبل الحرب ثالث أكبر مصدر للفوسفات في العالم بحسب تقرير نشرته “سكاي نيوز عربية”
- وتملك سوريا مقومات زراعية أيضاً، بوجود نحو 6.5 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة أي ثلث مساحة البلاد، بناءً على ذات التقرير الذي نشرته القناة.
- وإلى جانب الثروات المعدنية، تتمتع سوريا بمقومات سياحية تجعلها قبلة للسياح والزائرين، ووفق تقديرات رسمية، فقد بلغ عددهم في 2010 قرابة 8.5 مليون سائح، وسجلت عائدات القطاع في العام نفسه 8.4 مليارات دولار، وتكشف تقارير البنك الدولي، تراجع عائدات القطاع في عام 2011 إلى 1.82 مليار دولار
انتعاش الاقتصاد
وسط تحديات اقتصادية كبرى تعيشها سوريا وواقع عقوبات فرضتها دول الغرب، تسعى الحكومة الجديدة لإعادة انتعاش الاقتصاد في البلاد، وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير بأن بوادر انتعاش أولية بدأت بالظهور، لكن الطريق نحو التعافي لا يزال طويلًا ومعقدًا.
وتتطلع آمال السوريين إلى إيجاد الحلول المناسبة لانتعاش الاقتصاد من جديد بعد أن عانى من انكسارات خلال أكثر من عقد من الحرب، مستفيدة الحكومة الجديدة من الموارد والمقومات التي تملكها سوريا في مختلف القطاعات الحيوية وإمكانية إعادة تفعيلها من خلال السيطرة على شمال وشرق البلاد التي تتركز فيها معظم حقول ومصافي النفط
غنى جبر