من هم اللاجئين السوريين؟
العبارة الأكثر استخداماً للترويج الإعلامي للمواقف السياسية الغربية في قضايا اللاجئين السوريين هي: (لا يوجد إحصائيات رسمية عن عدد اللاجئين السوريين)، لكن من يتابع التحاليل السياسية والإعلامية الغربية يجد أنها تفترض حقائق دامغة حول وجود ما يزيد عن 10 ملايين إنسان هجرتهم الحرب السورية، ويقولون إن المخاوف الأمنية هي ما تمنع هؤلاء اللاجئين من العودة، لكن الحقيقة تكمن في الأوضاع الاقتصادية وتردي البنية الخدمية التي تسببت بها سنوات الحرب والحصار الاقتصادي. تلك الحرب التي وضعت أوزارها في بلد أصبح اليوم آمناً ليعود أبناؤه إليه، بلد يعيش فيه بسلام ملايين السوريين الذين يذهبون لعملهم ومدارسهم وجامعاتهم بكل أمان وسط ضائقة اقتصادية وحصار خانق تقوده الحكومات الغربية معتمدة على التضليل الإعلامي وعكس الحقائق عبر ذكر إحصائيات مضللة للرأي العام العالمي.
إذا أردنا إحصاءً دقيقاً يجب أن نميز بين أرقام اللاجئين خارج سوريا، وبين النازحين الذين توجهوا للمدن الكبرى في سوريا.
وإذا أردنا إحصاءً دقيقاً يجب التفريق بين مجموعتين أساسيتين من السوريين المتواجدين خارج سوريا، المجموعة الأولى هم الأشخاص المقيمون خارج سوريا للعمل أو لأهداف دراسية أو عائلية مثلاً دون أي سبب يمنع عودتهم، وهؤلاء لا يجب النظر إليهم على أنهم لاجئين كون الهجرات السورية مستمرة منذ عشرات السنين لهذه الأهداف سواء لمصر أو لبنان أو الخليج العربي وحتى أوروبا والولايات المتحدة مع الانتباه لتزايد الأرقام بشكل كبير خصوصاً مع ضعف الأحوال الاقتصادية في سوريا بعد الحرب وتراجع الخدمات، بينما المجموعة الثانية التي نزحت من بيوتها بسبب الخلل الأمني الذي حصل بعد عام 2011 في سوريا، فهؤلاء فقط هم من يجب أن يطلق عليهم وصف (لاجئين).