مصممة أزياء تترجم الهوية السعودية لابتكارات عصرية

تشهد الموضة السعودية تحوّلات لافتة، إذ تظهر علامتا “حِذْوَة” و”سديرية” كمثالين بارزين على قدرة الأزياء في المزج بين الأصالة والابتكار، حيث تقدّمان تصاميم مستوحاة من التراث السعودي، تنبض بروح الصحراء، وتواكب في الوقت ذاته متطلبات السوق الحديث.

تقف خلف هاتين العلامتين مصممة الأزياء السعودية جواهر المحيسن مع أشقائها، الذين بدأوا رحلتهم بشغف مشترك بالفن والتراث، في مشروع عائلي متكامل خاص بالموضة.

قالت المحيسن في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنّ التصاميم تعتمد على عناصر تقليدية مميزة مثل البشت بخاماته الفاخرة، ووبر الجمل بطابعه الصحراوي الأصيل، والسدو برسوماته الهندسية، والجلود الطبيعية التي تجسد متانة وروح الحرفة.

هذه المكوّنات ليست مجرد خامات، بل لغة بصرية تعبّر عن هوية المكان، ويتم إعادة تقديمها ضمن رؤية تصميمية حديثة تحافظ على أصالتها وتناسب الذوق المعاصر
أوضحت مصممة الأزياء السعودية أنّ أحذية “حِذْوَة” متميزة بصناعتها اليدوية داخل المصنع السعودي، بأيدي حرفيين، حيث تستخدم الجلود الطبيعية. ولا تقتصر التصاميم على مناسبات محددة، إذ تختلف بحسب القطعة والموسم، حيث يناسب بعضها يناسب الأجواء الباردة وأخرى الدافئة، ليصبح اختيار القطعة مرتبطًا بطبيعة الظروف أكثر من المناسبة ذاتها.
وأشارت المحيسن إلى أن أصعب التحديات التي تواجهها العلامتان،”تكمن في صنع توازن دقيق بين الوفاء للأصل ومتطلبات السوق الحديث، حيث يكون التراث ثابتًا وعميقًا مليئًا بالمعاني، بينما تتغير توجهات السوق بسرعة”، لافتة إلى أن “فئة الشباب باتت أكثر وعيًا بجذورها الثقافية، ما جعل تقديم التراث بأسلوب حديث وسيلة قوية لتعزيز الارتباط بالمنتجات”.
واعتبرت مصممة الأزياء السعوديّة أن الابتكار ليس أداة لتغيير التراث، بل لحمايته أيضَا، إذ تطمح العلامتان للوصول إلى الأسواق العالمية كرسالة وهوية، وليس منتجات فقط