كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة حالة كروية تتجاوز حدود الرياضة!!!

كتب الإعلامي الليبي “مهند الجالي”، عبر صفحته الشخصية على منصة الفيس بوك:

بعيدا عن نتائج الملعب، و حسابات الفوز والخسارة يظل الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة حالة كروية لا تتكرر، تتجاوز حدود الرياضة إلى معاني الهوية والصراع التاريخي والثقافي. فرغم مرور السنوات وتبدل النجوم، لا يزال هذا اللقاء يحتفظ بوهجه العالمي، وبقدرته على حبس أنفاس الملايين .

الكلاسيكو لم يفقد بريقه حتى بعد رحيل اثنين من أعظم من أنجبتهم كرة القدم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي. بل أثبت أنه ليس مجرد مسرحا لصراع فردي بين نجمين، بل هو ظاهرة أكبر، تعيش وتتنفس من خلال الإرث العميق للناديين، والتنافس الذي يتجاوز المستطيل الأخضر ليصل إلى السياسة، الثقافة، والانتماء.

الكلاسيكو صراع أكبر بين كاتالونيا المركز ومدريد العاصمة.،  المواجهات التقليدية ليست مجرد مباريات، بل مناسبات وطنية مصغرة تحمل معان تتجاوز كرة القدم، وتترجم على أرض الملعب بشغف لا يضاهى.

وإذا ما قارنا الكلاسيكو بمباريات أخرى كبيرة في عالم كرة القدم، كديربي مانشستر، أو ميلان ضد إنتر، أو حتى بوكا جونيورز ضد ريفر بليت في الأرجنتين، نجد أن لكل خصوصيته وسحره المحلي. او القاري ، لكن الكلاسيكو الإسباني وحده استطاع أن يتحول إلى منتج عالمي، يتابع بشغف في طوكيو كما في نيويورك، وفي كيب تاون كما في بغداد ، وفي سيدني كما في القاهرة وبات الحدث الكروي الوحيد الذي ينافس نهائيات كأس العالم أو دوري الأبطال من حيث نسب المشاهدة والانتشار الإعلامي والتجاري.

الكلاسيكو حالة استثنائية في عالم الرياضة هو مرآة تعكس صراعا أعمق من النقاط والبطولات. صراع بين فلسفتين، مدينتين، مدرستين كرويتين. لقاء تتوقف عنده الأنفاس في قارات الأرض الخمس

هو ببساطة أكثر من مجرد مباراة. هو عرض كوني تتداخل فيه الرياضة بالتاريخ، المهارة بالهوية، الانتماء بالإبداع الكلاسيكو لا يلعب فقط على العشب، بل في الذاكرة الجماعية لعشاق كرة القدم حول العالم.