أحلام مستغانمي في ذكرى رحيل نزار قباني
ذكرى رحيل نزارقباني
لعلّها أغلى هديّة قُدمت لي ككاتبة .
و ككلّ الهدايا، كانت هذه الشهادة مفاجأة… فقد كنت محرجة حتى أن أهدي نزار رحمه الله كتابي ” ذاكرة الجسد ” برغم طلبه مني ذلك مرتين… كان لي كبرياء البدايات، قلت سيأخذه مجاملة و لن يقرأه .
لكن ناشري آنذاك الدكتور سهيل ادريس رحمه الله الذي كان منبهرا بالرواية، ظل يحدثه عنها، وهو من قام بإهدائه إياها… بعد يومين هاتفه نزار منبهرا بدوره، ودار بينهما الحديث الذي وثقه نزار في شهادته .
رحمهما الله فقد كانا الأعز إلى قلبي، وساهما معا في شهرتي .
( هنا صورة لظهر الطبعة الثانية للكتاب بعد أن اطلع عليه)
كتب نزار قباني عن رواية “ذاكرة الجسد ” :
” روايتها دوختنى.. وأنا نادرا ما أدوخ.. أمام رواية من الروايات.. وسبب الدوخة.. أن النص الذى قرأته يشبهنى إلى درجة التطابق. فهو.. مجنون.. ومتوتر.. واقتحامى.. ومتوحش.. وإنسانى.. وشهوانى.. وخارج على القانون مثلى. ولو أن أحدا طلب منى أن أوقّع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددتُ لحظة واحدة . هل كانت أحلام مستغانمي فى روايتها (تكتبنى) دون أن تدري؟ لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء بجمالية لا حد لها، وشراسة لا حد لها، وجنون لاحد له. الرواية قصيدة مكتوبة على كلّ البحور.. بحر الحب.. وبحر الجنس..وبحر الايديولوجيا.. وبحر الثورة الجزائرية.. بمناضليها.. ومرتزقبها.. وأبطالها وقاتليها.. وسارقيها.. هذه الرواية لا تختصر “ذاكرة الجسد” فحسب، ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائرى و الحزن الجزائرى.. والجاهلية الجزائرية التى آن لها أن تنتهى .
وعندما قلت لصديق العمر سهيل إدريس رأيى فى رواية أحلام.. قال لى ” لا ترفع صوتك عاليا.. لأن أحلام إذا سمعت كلامك الجميل عنها.. فسوف تُجن” أجبته: “دعها تُجن.. لأن الأعمال الابداعية الكبرى لا يكتبها إلاّ مجانين “.
#نزار_قباني سنة 1995