menu Home

الانتخابات البرلمانية في سوريا: سقوط الأحزاب التقليدية وصعود التيارات الفكرية؟

انتخابات شكلية متكررة النتائج

الانتخابات التشريعية في سوريا طالما كانت أشبه بمسرحية سياسية، حيث يُدار مجلس الشعب ضمن إطار محدد سلفاً، يخضع لهيمنة حزب البعث وفي كل دورة انتخابية، يتم إعادة إنتاج المشهد ذاته: مرشحون مكرّرون، قوائم توافقية لدمى، ونتائج محسومة سلفاً.

سقوط الأحزاب التقليدية… من حزب البعث إلى الإخوان المسلمين

خلال العقود الماضية، شكّلت عدة أحزاب كلاسيكية جزءاً من المشهد السياسي السوري، مثل:
حزب البعث العربي الاشتراكي: الذي هيمن على السلطة منذ عام 1963، وتحول من حركة قومية ذات مشروع إلى أداة حكم أمني وعائلي. اليوم، البعث حلّ نفسه وصار كياناً ميتاً.
الإخوان المسلمون: وعلى الرغم من إقصائهم التاريخي من الحياة السياسية، إلا أنهم شكّلوا حالة معارضة فكرية وشعبية لفترات طويلة. لكن بيان صلاح عبد الحق، مرشد التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي أبدى موقفاً إيجابياً من إيران رغم تورّطها في مجازر الغوطة وحلب وإدلب وحمص، شكّل ضربة قاسية لمكانة الإخوان بين السوريين. كثيرون اعتبروا أن هذا الموقف فصل الإخوان نهائياً عن الشارع السوري، خصوصاً بعد رفض فرع سوريا لهذا الخطاب الذي رأى فيه طعنة لدماء الشهداء.
الحزب القومي السوري الاجتماعي: تراجع حضوره إلى مجرد اسم على ورق، بدون أي نفوذ فعلي أو وزن شعبي، خصوصًا بعد انقساماته الداخلية وتورّطه في تشكيل ميليشيات مسلحة وصراعات ميدانية دعماً للنظام.

الأحزاب الناصرية وفرعي الحزب الشيوعي: شكلت ما يسمى الجبهة الوطنية التقدمية مع حزب البعث، ليكون قادتها المعينون من نظام الأسد مجرد دمى من أجل الصورة “الديموقراطية” في مجلس الشعب وهذه الكيانات متوفاة سريرياً. سواء بحكم أدائها المؤيد لنظام القتل أو بسبب التغيرات الإقليمية والعالمية.

نهاية عهد الأحزاب… وبداية “التجمعات الفكرية”؟

في ظل انعدام الثقة بالأحزاب التقليدية، (رغم انتماء بعض المناضلين الثوريين الشرفاء المهجرين لها) وتآكل مشروع “الحزب الشمولي” أو “الطائفي” أو “العقائدي”، يتجه المزاج السوري نحو خيارات فكرية، لا حزبية. ما قد يظهر في المرحلة المقبلة على شاكلة تجمعات فكرية أو مهنية أو مناطقية: تمثل شرائح اجتماعية واسعة (كالمغتربين، الشباب، الكفاءات المهنية، المعارضين المدنيين). وكيانات سياسية مرنة تتجاوز الأيديولوجيا الجامدة وتستند إلى أولويات الناس: كإعادة الإعمار، العدالة الانتقالية، الحوكمة، والاقتصاد.

قد لا تُسمّى هذه التجمعات “أحزابًا” في البداية، لكنها ستؤدي أدوارًا حزبية عملية: طرح البرامج، ترشيح الكفاءات، التفاوض السياسي، والتأثير في الرأي العام. فالشعب يريد تعبيرًا سياسيًا صادقًا عن آلامه وتطلعاته، لا شعارات مستوردة ولا قيادات معزولة عن الواقع.

عدد الزوار 1
يوليو 2, 2025
  • cover play_circle_filled

    01. المعلق الصوتي وائل حبال

    file_download
  • cover play_circle_filled

    02. المعلق الصوتي وائل حبال

    file_download
  • cover play_circle_filled

    01. التعصب الرياضي

    file_download
play_arrow skip_previous skip_next volume_down
playlist_play
//